منوعات وفنون

خرافة شهر فبراير… الكاتب رفعت راضي

ماذا عن الخرافة فى ظل الحداثة والتقدم والتكنولوجيا وهل الحداثة وثورة المعلومات قضت على الخرافات .. ؟؟

خرافة شهر فبراير لم تكن هى الخرافة الوحيدة التى تسيطر على عقول الكثيرين ولكن هذه الخرافة شدت انتباهى بعض الوقت نظرا لأنى أميل الى العقلانية أكثر من الايمان المتوارث من المجتمعات. فبدون سابق علم او تفكير رأيت مجموعة ليست بقليلة تعتقد فى مجتمعنا ان شهر فبراير، شهر سيئ دون شهور السنة الاثنى عشر، فأطلقو عليه شهر ( فقراير ) ظنا منهم انه الشهر المصحوب بالفقر اوعدم تحقيق النجاح، وايضا الشهر الذى تنهال فيه الكوارث والخسائر المتكررة
فبدون أى تأكيد لصحة هذا الأعتقاد يتهيأ البعض لأسقبال كل ما هو سئ مع حلول شهر فبراير، ولايعلمون ان مجرد الاعتقاد بالفكرة والنطق بها وتداول وترديد الكلمة ( فقراير ) ستصبح الحياة اسوأ بالفعل عن كل شهور السنة ليس لسوء الشهر كما تقول الخرافة بل لمجرد الاعتقاد بالفكرة.
فنبدأ نفكر ونشعر ونتحرك من خلال الفكرة التى سبق وصدقناها من قبل ومن لحظة ان سمعناها بأذاننا ونطقنا بها بألسنتنا
ومن هنا تتحول الخرافة الى حقيقة..!
وكما يقول الحكيم فى سفر الامثال .. لأَنَّهُ كَمَا شَعَرَ فِي نَفْسِهِ هكَذَا هُوَ.

أى ما نعتقده ونصدقه ونردده يتحول لواقع حتى وان لم يكن حقيقة
لماذا ؟؟ لأننا دائما نميل اكثر ناحية عدم الانضباط فى الحياة بكل مراحلها من الطفولة مثل عدم الانضباط فى مواعيد النوم والاستيقاظ – اتباع نظام غذائى مناسب – القراءة والتعلم وتطوير الشخصة – العناية بالصحة وممارسة الرياضة وغيرها من الأمور الهامة فى حياتنا التى يترتب عليها كيف يكون حال يومنا فى تعاملنا مع انفسنا ومع الاخرين.
فعدم الانضباط هو الطريق الاول للفشل الذى يأخذنا لحياة المماطلة والكسل والقاء اللوم واختلاق الاعذار والكذب المقنع حتى فى الاوساط الدينية وربما فى دائرة القادة والمسئولين عن المؤسسات الدينة والاجتماعية .
فعدم الانضباط فى الحياة والميل نحو كل ما يرضى الجسد فقط اى الغريزة المتحررة من بصمة الخالق وجمال وابداع تفاصيلها يجعلنا وبلا وعي نتخلى عن الحقيقة ومصدر الحق ونبدأ فى اتباع قطعان الاجساد البشرية فى كل الارض بحثا عن الطعام والمأوى وتسديد احتياجتنا الغريزية المتحكمة فى عقولنا وتوجهاتنا باستمرار , التى وصل بها الحال ان تعتنق الخرافات وتصدقها وتعيشها كدستور للحياة
كخرافة شهر فبراير وغيرها من الخرافات المجتمعية المدمرة لمجتمعاتنا الشرقية التى لبس لها اى اساس من الصحة والاثبات العلمى او الدينى . فلسنا ضحية خرافات قديمة فقط تحركنا وبكل اسف تحدد مصير البعض إن صدقوها وعاشو بها حتى فى ظل الحداثة والتقدم التكنولجى العظيم والثورة العلمية ورغم ذلك لم تنتهى بعد نظرية الخرافة بل تسللت الى حياتنا فى ثوب حديث محاك على مقاس كل عقل وجيل متجسد فى ايقونات غربية يدعون انها صنعت كوسيلة للتواصل الاجتماعى ولم ندرك انها سلاح ذو حدين ولم نرى الوجه الاخر لها الذى لم يعلن عن نفسه ولم يعلمنا أحد به من صانعى هذه المواقع والنوافذ التى يصلنا من خلالها الشائعات ونتائج الاحداث الجارية والأخبار الموجهة وغيرها من خرافة وخرافات ليس لها علاقة بالواقع وصرنا مستسلمين لما بفرض علينا من نوافذ مستحدثة لاقناعنا بما هو ضد مبادئ الطبيعة والمبادئ الالهية.
فهل حان الوقت لرفض الخرافات المجتمعية التى تفرض علينا باستمرار فتدمرنا دون أن ندرى ؟؟

ربما هذه الخرافة التى نرددها مع حلول شهر فبراير من كل سنة هى كانت مفتاح موضوعنا لكن لم تكن نهايته فهذه الخرافة بالتحديد كانت بمثابة تحدى شخصى جعلنى اكتشف واكشف كذب الكثير من الخرافات المجتمعية التى توارثناها فقررت ان اشارك أعزائى القراء بالنور الذى وصلنى لكى نستنير بالنور الحقيقى الذى يستطيع ان يطرد كل ظلام من حياتنا ويجعلنا نسير فى طريق الحق مغتنمين ما تبقى لنا فى الحياة قبل فوات الاوان
فدعونا لننطق على هذا الشهر بالبركة والثمر والنجاح دعونا نعمل ولانتكاسل مؤمنين بأنه شهر فبراير شهر طبيعى وجزء من الزمن ليس له علاقة بالخرافة

فمن واقع تجربتى الشخصية ان التحدى حليف النجاح ، فأعظم نجاحات حققتها فى حياتى العملية والمادية كانت بمثابة تحدى لواقع ما … اولمعتقد ما …. اولثقافة ما … وفى احلك الظروف .
فالخلل الاقتصادى حقيقة وايضا الازمات حقيقة والاضطرابات السياسية حقيقة وواقع يؤثر على نجاح الانسان
ولكن الاصرار على النجاح بمعونة الله هو الحقيقة التى تتحدى الفشل والواقع والخرافات
فليس كل ما يؤثر على الجميع يؤثر عليك عزيزى القارئ ، فيقول الجميع انه شهر فقراير ، وأما نحن فنقول انه شهر البركة والثمر والنجاح الوفير
كما يقول كاتب المزمور .. هم جثو وسقطو اما نحن فقمنا وانتصبنا .. ما معناه اننا لسنا ضمن اهل الهزيمة الذين تكسرهم الحروب والحروب ليست دائما ذات الاسلحة المدمرة بين الشعوب ولكن احيانا الحرب النفسية الداخلية بين الانسان ونفسه تكون أشرس بكثير من غيرها . لذلك لابد ان نعرف من نحن ومن هم الذين يعتقدون فى خرافات ليس لها اى قيمة ولا معنى فتسقطهم ارضا اما نحن قمنا وانتصبنا اى انتصرنا على الجهل والخرافة بحكمة الله المعطاة لنا فى نعمة العقل .
كونو انفسكم استخدمو عقولكم وتذكرو دائما انكم شخصيات فريدة من نوعها لكم تأثير على عالمكم الخاص والمحيط ايضا .

تمنياتى لكم بالتوفيق والنجاح

التلميذ / رفعت راضى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×