الشعور بالوحدة …. بقلم مادونا عواد
ماجستير اداب قسم تاريخ
مفيش أي حاجة ممكن تحميك من الوحدة: لا الحب ولا الجواز ولا الولاد ولا الصحاب ولا الشغل ولا الدوشة. الوحدة أكبر من كل دول لأنها بتتغذى على مخاوفك وانهزاماتك وطموحاتك المعطلة ورغباتك المكبوتة وخسايرك الحميمة اللي ما حدش يعرف عنها حاجة، يعني مصدرها دائم التجدد لا ينقطع! والمرعب إنك مش بس مضطر تتعامل مع الحقيقة دي، لكن كمان لازم تبذل مجهود مضاعف عشان تتظاهر بإنها مش حقيقة! بتقرّب قد ما بتقرّب، وبتدي قد ما بتدي، وبتصنع حكايات وبتعيش فيها، وبتخلق أحلام وتصدقها، وتزق الأيام والسنين بالعافية، وبتكشف قلبك لحبايبك وتشاور على الوجيعة وترسم خريطة النجاة ليك وليهم وتديهم مفاتح كل شيء، وفي النهاية المشهد ما بيتغيرش: قاعد على سريرك وسط الليل، في حضن خذلانك، ضامم رجليك على صدرك وبتبص قدام لنقطة مجهولة، بتاخد نفس بطلوع الروح وبتدور على شيء ما اتخلقش وبتناجي ناس ماعادش ينفع يبقوا في حياتك! الحل الوحيد بماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟! هاتستفاد ايه لو عشت علي وعود واطلال الوحده؟ بيتهيألي الوحده مالهاش إلا حل واحد وهو تنفع نفسك وتقرب من ربنا حاول تحب الناس قرب من ربنا عن طريق قربك لغيرك ومحبتك وتواضعك وصحيح كل شيء بيمر في النهاية، لكن بأي تمن؟! بأي تمن؟!