الدنيا شكلها بتلم ورقها … بقلم د. سهام ايليا


تفتكر لما كنت في نهاية يوم شغل طويل، وبتقفل مكتبك وتلم أوراقك؟ بتحس إنك بتجهز لحاجة كبيرة جاية، أو يمكن مجرد بتستعد لآخر رحلة في اليوم؟ هو ده الإحساس اللي بقى يطاردنا كل يوم وإحنا بنشوف العالم حوالينا. الدنيا فعلاً شكلها بتلم ورقها!
الأحداث حوالينا مش بتعدي كده وخلاص، كل يوم فيه كارثة جديدة أو خبر يهز قلوب الناس، سواء كان زلزال، حرب، فيضان، أو حتى قرارات مفاجئة بتغير شكل العالم اللي كنا فاكرينه ثابت. كأن الدنيا بتقولنا “الوقت بيجري، وأنا بقفل حساباتي”.
الناس بقت تايهة بين الأخبار اللي مفيش فيها أي راحة. يعني تخيل، لسه الناس بتبكي على مأساة معينة، تلاقي مأساة تانية طلعت في وشهم. الحروب اللي مش بتخلص، تغيرات المناخ اللي بتفكرنا إن الأرض نفسها زهقت مننا، وحتى الكوارث الطبيعية اللي بقت بتيجي ورا بعض كأنها في ماراثون.
طب إحنا فين من كل ده؟ بقينا بنتفرج وكأننا في فيلم طويل جدًا ملهوش نهاية سعيدة.
فيه ناس كتير بتقول إن ده زمن النهاية، أو يمكن الدنيا فعلاً خلاص قربت تنهي مهمتها. بس بصراحة، يمكن تكون بتدي فرصة أخيرة لكل واحد يفوق، يعيد حساباته، ويتذكر إنه مش هنا للأبد. يمكن الأحداث دي رسالة واضحة إننا لازم نصلح اللي اتكسر جوانا وفي العالم.
رغم كل ده، وسط كل اللي بيحصل، لازم نقف شوية ونتأمل. مش معنى إن الدنيا بتلم ورقها إننا نيأس أو نستسلم. يمكن العبرة تكون في إننا نستغل اللي باقي صح، نحب أكتر، نسامح أكتر، ونبني حاجة حقيقية تفضل حتى لو الدنيا قررت تمشي.
في النهاية، الدنيا شكلها بتقولنا “خدوا بالكم من بعض”، لأن الورق اللي بتلمه مش ورق عادي… ده تاريخنا، ذكرياتنا، والفرص اللي أخدناها أو ضيعناها. فخليك مستعد، لأنه مهما حصل، دايمًا فيه أمل، حتى لو الدنيا بتقفل حساباته