بقلم اللواء اشرف فوزى . من ملفات المخابرات الحربية الحوت الإرمني
«كيبورك يعقوبيان» أو يتسحاق كوتشـك ولد فى مصر عام ١٩٣٨ لعائلة أرمنية، ودرس فى المدارس المصرية وعند بلوغه سن العشرين توفى والده وأصبح العائل الوحيد للأسرة، فتوقف عن الدراسة وعمل بالتصوير حتى يستطيع توفير المال لأسرته. وعلى الرغم من عدم إكمال تعليمه فإنه كان يتحدث أربع لغات بخلاف اللغة العربية وهى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والتركية، وتم تجنيده بواسطة المخابرات العامة المصرية لزرعه داخل إسرائيل وتم تدريبه وإعداده لمدة عام كامل اشتملت على إجراء عملية ختان له، حيث إن اليهود يختنون ولم يكن هو كذلك، وأعطى هوية جديدة باسم «يتسحاق كوتشك» يهودى من مواليد عام ١٩٣٥ فى اليونان، وسافر إلى البرازيل بناء على الخطة الموضوعة من جانب المخابرات المصرية فى شهر إبريل عام ١٩٦٠ بحرا وبعد وصوله إلى البرازيل بشهرين اندمج مع الجالية اليهودية فى سان باولو، وفى نهاية عام ١٩٦١تقدم إلى مكتب الوكالة اليهودية بطلب هجرة إلى إسرائيل وتم قبول طلبه وأبحر من البرازيل إلى إسرائيل عن طريق إيطاليا ووصل ميناء حيفا فى منتصف عام١٩٦١.
بعد انتهاء دراسته للغة العبرية فى إحدى الكيبوتسات طلبت المخابرات المصرية منه أن يتجند فى الجيش الإسرائيلى، وبالفعل تم تجنيده فى سلاح النقل لجيش الدفاع الإسرائيلى، وتدرب على قيادة سيارات النقل الثقيلة فى قاعدة عسكرية فى منطقة بيت نبالا بالقرب من مدينة اللد، ثم عين سائقا لأحد الضباط الكبار فى قيادة الدفاع المدنى وهو العقيد «شمعيا بكنشتين»، ومن خلال وجوده فى جيش الدفاع الإسرائيلى أرسل كما هائلا من المعلومات المهمة إلى المخابرات المصرية، ونظرا لخبرته السابقة كمصور، قام بتصوير أهداف عسكرية مهمة كما ورد فى الكتاب الإسرائيلى وباعتراف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التى اضطرت لإجازة طبع الكتاب.
قبض على «يتسحاق كوتشك» بعد عدة سنوات من العمل مع المخابرات المصرية وأثناء محاكمته وصفته صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأنه حوت ضخم لا يمكن لأجهزة الأمن الإسرائيلية القبض على العديد مثله، وتم الحكم عليه بالسجن ثمانية عشرة عاما، قد تتم مبادلته بثلاثة إسرائيليين كانوا قد اجتازوا الحدود المصرية بدون إذن.