العالم على حافة الهاوية ام فتح ابواب الجحيم على غزة


كتب: د. محمد المهدي
يعاني العالم اليوم من حالة من الغليان، حيث تعكس الأحداث المتسارعة في مناطق النزاع المختلفة عمق الأزمات التي تعاني منها البشرية. يبدو أن الأرض قد تحولت إلى بركان نشط، حيث تسعى العوامل المساهمة في هذه الصراعات إلى اكتشاف نقاط الضعف. في كل ركن من أركان المعمورة، نشهد اندلاع صراعات تلو الأخرى، مما يعكس فشلاً ذريعاً في الجهود الدبلوماسية التي سعت لحل هذه النزاعات.
تاريخ 7 أكتوبر 2023 كان بمثابة نقطة تحول، حيث فتح أبواب الجحيم في غزة، المدينة التي تحولت من مجرد اسم إلى رمز لمآسي الإنسانية المعاصرة. اليوم، بات بالإمكان رؤية آثار هذه الحروب بأم العين، وأصبح النزاع في غزة جحيماً حقيقياً يتجلى في صور الألم والمعاناة.
لقد توصل معظم الخبراء في شؤون الحرب والسلام إلى قناعة مفادها أن أبواق الحرب قد انطلقت، وأن آمال السلام، الممثلة في غصون الزيتون، قد احترقت. لقد حزم الساسة أوراقهم، وانتهى دورهم في عملية السلام، تاركين وراءهم فوضى وصراعات لا نهاية لها.
تتعدد النزاعات بين الدول، بدءاً من مصر وإسرائيل، بسبب تعنت إسرائيل ووحشيتها، وموقف مصر الثابت في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حقها الأصيل وفقاً للقانون الدولي، والإصرار على رفض التهجير والامتناع عن الانصياع لمطالب الإدارة الأمريكية التي ترى في ذلك تعدياً على سيادتها بما يخالف كافة المواثيق والأعراف الدولية.
وصولاً إلى الصراع الحتمي بين إسرائيل بدعم أمريكي وإيران، وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، فضلاً عن التوترات القائمة بين الهند وباكستان، والنزاع الروسي الأوكراني. ولا يمكن إغفال انهيار الدول المركزية مثل العراق وسوريا وليبيا والسودان واليمن، والتي شهدت تدهوراً كبيراً في هياكلها السياسية والاجتماعية، مما أدى إلى تفكك الدولة واندلاع النزاعات المسلحة.
في ظل هذا الوضع المضطرب، يبدو أن العالم على حافة الهاوية، ويجب علينا كعالم أن نستعد لمواجهة العواقب الوخيمة التي قد تترتب على هذه الصراعات المتزايدة. إن الفهم العميق لهذه الأزمات والسعي نحو حلول جذرية هو ما يتطلبه اليوم المجتمع الدولي، قبل أن يصبح الغليان الحادث واقعاً مدمراً لا يمكن السيطرة عليه.