هل العاطفه شئ وحش؟ ….. د. سهام ايليا
دكتوراة في الموارد البشرية
و هل البرود العاطفي هو الحل الامثل عشان نتجنب الاذي؟
طب لو هي شئ غلط؟ ليه كل الناس بيعيشوا يدوروا علي حد او شئ يمنحوه عواطفهم!
مفيش حد أبداً بلا عواطف زار أرض الناس، حتي الأنبياء والرسل ظهرت عواطفهم في اغلب الحكايات إللي عرفناها عنهم المخيف بقه إن علم النفس وبعض العلوم الاخري بيعاملوا العواطف علي انها drugs “مُخدر” و أثبتوا إن العواطف اللي مكتملتش او اللي نهايتها مكنتش سعيده سابت علي الإنسان نفس اعراض إنسحاب المخدر من الدم!! ومن هنا طلعلنا مفهوم “الإدمان العاطفي” الإدمان العاطفي ليه صور واشكال كتير، مش مُقتصر أبدا علي العلاقات بين الراجل والست، ممكن نلاقي شخص عنده إدمان عاطفي تجاه والده، والدته، أي فرد من عيلته، صديقه، أو حتي جايز يكون ادمانه دا تجاه مكان أو شئ، لكن مثلا لو إتناولنا الصوره الاولي من كل الصور دي ايه الفرق بين الإدمان العاطفي و العاطفه العاديه؟
خلينا نوضح دا من خلال قصه صغيره من فتره طويله اوي كان في بلد اسمها السامره (جبال نبلس حالياً) هناك كان في بنت حالتها الماديه مش كويسه آوي فكانت والدتها تبعتها كل فتره لبيت قرايبهم الاغنيه عشان تجيب من عندهم اكل وهناك قابلت شاب مراهق زيها كان بيعاملها كويس جدا ولأنها كانت عطشانه للحب قررت أن هو دا سبيل نجاتها بس مع الوقت الولد دا سابها ومشي، زهق منها، ساعتها كانت عدت سنين وبقة عايشه لوحدها، في يوم عدي عليها تاجر بيزور بلادهم مره كل سنه بهدف التجاره، عاملها بردو كويس ولأنها فضلت عطشانه للحب قبلت الفتافيت إللي قدمهالها، قبلت إنها تستناه ليوم واحد كل سنه، لحد ما حصل معاها نفس إللي حصل في علاقتها الاولي، والموضوع دا اتكرر سبع مرات، لحد ما المجتمع بتاعها بقه رافضها تماماً، قالوا عنها كل حاجه مش كويسه، بينما كانت مشكلتها الوحيده هي الادمان، إدمان معرفتش تتعالج منه لفتره طويله اوي، مشكلتها الحقيقيه كانت إنها مش عايزه تتعالج اصلا، هي عارفه إن في مشكله بس شايفه إنها مش هتقدر تحلها، أو مش هتقدر تعيش من غير فتافيت الحب إللي بتتقدملها كل فتره ودي صوره من أبشع صور الإدمان العاطفي، ادمانك علي أي شئ بيهيئلك دايما ان الشئ دا هو الحياه حتي لو كان وجوده مؤذي ومخيف بالنسبالك ومسببلك كل أنواع الأرق والحزن بس قضي أخف من قضي علي الاقل دلوقتي إحنا عايشين وراضيين هنعمل إيه لو الحد أو الشئ دا مشي، مجرد التفكير بس في الموضوع دا بيسببلك رعب شديد ودي خدعة الادمان، بينما الموضوع ابسط من كدا بكتير “لو خايف علي حاجه تروح منك سيبها تروح، علي الاقل هتبطل تخاف” ودي واحده من طرق العلاج، خلونا نلخص مراحل العلاج في أربع كلمات 1. اعترف 2. واجه 3. إنسحب 4. إقبل مبرووك خفيت الطريقه الاولي لحل اي مشكله ممكن تواجهك مش بس الإدمان العاطفي هي الاعتراف بالمشكلة إنك تعترف علي الاقل بينك وبين نفسك إن آه فعلا في مشكله، ودا رقم واحد.. الاعتراف والاعتراف دا بقه هيودينا لرقم آتنين “المواجهه” في الغالب احنا بنرفض نعترف إن عندنا مشكله ما عشان بنخاف دايما من الخطوه إللي بعد كدا، بنخاف نواجه، ومش هكدب عليكم واقولكم إن مفيش داعي للخوف والموضوع بسيط وكل الكلام إللي هيفرشلك الأرض ورد دا، لا المواجهه صعبه فعلا ومتعبه بس أسهل كتير من الاستسلام للمشكله، خد الخطوه، واجه نفسك وبعدها واجه سبب المشكله وبعدها تعمل ايه بقه؟.. =.. تنسحب المرحله الرابعه، وهنا مقصدش بالانسحاب إنك تعتزل الحياه وترمي سيفك وتسيب أرض المعركه لا خالص، هنا الانسحاب بيقولك امشي، امشي وسيب المكان إللي سببلك الاذي، أصل مستحيل تبقي مستني الدوا في نفس المكان اللي جابلك المرض، ولو ان قلبك احيانا ممكن يمارس عليك الخدعه دي ويقولك، إستني شويه دول حسوا بغلطهم، دول بقوا احسن، طب حاول تاني اوعي متسمعلوش، محدش أبدا بيخف في نفس المكان إللي اتعور فيه.. امشي، متستناش علاج من حد أذاك العلاج دا إنت إللي لازم تجيبوا لنفسك، وعشان تجيبوا لازم تدور عليه، لف ودور بلاد الله واسعه بس عشان ابقي أمينه معاك بردو، الدنيا مش هتبقي وردي اول ما تمشي، انت هتضطر تواجه معارك كتير جدا، معركة الألم، معركة الحنين، معركة الوحده، وغيره وغيره، إزعل عادي وخد وقتك بس عشان تنتصر قدام كل المعارك دي لازم توصل لأخر مرحله (التقبل) اقبل الحقيقه، اقبل إنك كنت مريض وفي فترة نقاها عادي، اقبل إنك كنت غلط قبل كدا وبتصحح الأوضاع دلوقتي، واقبل نفسك متجلدهاش علي غلطها، وطبعا كل دا مبيحصلش في يوم وليله وجايز نحتاج مساعدة أخصائي او دعم من ناس قريبه مننا مش غلط ولا هو ضعف، عادي إن الإنسان يحتاج للإنسان خلونا نراجع طرق العلاج مع بعض تآني 1. اعترف 2. واجه 3. انسحب 4. اقبل مبروووك خفيت اتمنالكوا حياه لطيفه واماكن تقدروا تخفوا فيها، متشكره جدا لوقتكوا