علوم وثقافة
أخر الأخبار

أخلاقيات الوظيفة

د. ميرفت نبيل . استاذة بجامعة حكومية

تشير الأخلاقيات بشكل عام الى المبادئ والقواعد والقيم التى تتحكم فى سلوك الفرد والجماعة نسبة الى ما هو صحيح وما هو خطأ ….وبالتالى تضع معايير لما هو جيد أو ردئ من السلوك.

وتعنى أخلاقيات الوظيفة  البحث عن أو دراسة الكيفية التى تؤثر بها قرارات العاملين على الأخرين ، فهى تهتم بدراسة حقوق الأفراد وواجباتهم والقواعد التي يجب أن تؤخذ فى الاعتبار عند اتخاذ القرارات.

كما تشير بعض التعريفات إلي أن أخلاقيات الوظيفة تعنى التزام الموظف بأسس وقواعد أخلاقيات العمل الذى يقوم به.

وتعبر الوظيفة عن مجموعة من الواجبات والمسئوليات والسلطات التى يعهد بها للفرد ويحددها قانون أو نظام الجهة التى يعمل بها .وبالتالى فأن عليه تنفيذها واحترامها والتدريب على تطبيقها بما يتفق مع قدراته وامكانياته مقابل منحه حقوقه متمثلة في الأجر والأمتيازات والضمانات (الضمان الصحى ، المكافأت ، التقاعد ) التى تقرها أنظمة المنظمة التى يعمل بها . وبما أن كل حق يقابله واجب ، يقع ضمن مسئوليات الفرد القيام بواجبات محددة والامتناع عن الأعمال التى يحظر عليه القيام بها .

واجبات الموظف :

وتتمثل فى المهام التالية

– قيام الفرد بمهام وظيفته بنفسه انطلاقا من مبدأ التخصص وتقسيم العمل ، فلا يجوز له إسناده لغيره وخاصة من الأقل كفاءة بما يؤدى إلي الإساءة للعمل وتعريضه للمساءلة القانونية والتسبب فى الفوضى والتسيب داخل المنظمة .

-أن يؤدي الفرد مهام وظيفته بإخلاص وأمانة بما لايتجاوز صلاحيات غيره من العاملين و بطريقة تؤدي إلي كسب ثقة الأخرين

– الحفاظ على مواعيد العمل التى يتقاضى عنها أجر فلا يجوز له التأخير عن العمل أو التواجد فى العمل دون أداء أو التأخر فى انجاز العمل ، كما يمكنه قبول التكليف بالعمل فى العطلات الرسمية اذا دعت المصلحة العامة ذلك.

– التأكد من حسن ادارة والاستخدام الأمثل لموارد وامكانيات العمل .

– الخضوع للسلطة الرئاسية الأعلى داخل المنظمة مع مراعاة التسلسل الادارى فى اتصالاته الوظيفية وتنفيذ تعليمات الرئيس المباشر مع التصرف بأدب ولباقة مع الزملاء والرؤساء والعملاء. وأن يتعاون فى اطار فريق العمل داخل المنظمة.

الأعمال المحظورة على العاملين :

– الإضراب عن العمل أو تحريض الغير عليه

– الإنضمام للإضرابات السياسية أو العمل بأمور السياسية

– القيام بأى سلوك من شأنه أن يحط من كرامة الوظيفة

– أستغلال وظيفته وصلاحياته لقبول المنح أو الهدايا أوطلبها( السرقة أو الرشوة)

– إفشاء المعلومات السرية

– تنظيم العمليات التجارية أو التلاعب بالمواصفات من أجل منفعة شخصية

– تضارب المصالح بما فى ذلك النشاطات التى تحوى صفقات مالية

مسئولية الموظف :

يمكن تحديد مفهوم المسئولية فى شقين:

1 – المسئولية القانونية : وتعنى محاسبة الموظف المقصر من جانب رؤساءه من خلال معايير خارجية ، وهى مسئولية تجاه الأخرين اذا ما أضر العامل بمصالحهم وبالتالى يشترط حدوث هذا الضرر لتتم المحاسبة عليه . ويتم تنفيذها من خلال سلطة خارجية وتتغير المسئولية القانونية من دولة إلي أخرى وفقا لقانون كل دولة

المسئولية الأخلاقية : وهى تنبع من الضمير والولاء للمنظمة ، وتعتبر أوسع مجالا من مجال المسئولية القانونية وتكون الممسئولية ذاتية أمام الله والأنسان وليس أمام القانون .

أسباب السلوك غير الأخلاقى فى المنظمات :

تعتبر المنظمة جزءا لا يتجزأ من المجتمع وبالتالى فالفرد الذى يعمل فى المنظمة ينقل إليها القيم والعادات والتقاليد السائدة فى المجتمع ، كما أن الادارة لا تعمل فى فراغ لأنها تؤثر وتتأثر بالمجتمع … وأسباب الانحراف الوظيفي فى أى منظمة تعود إما لأسباب داخلية أو خارجية وقد تكون فردية أو جماعية ، كما قد يكون الفساد له طابع اقتصادى أو اجتماعى أو تشريعى أو سياسى أو ادارى أو قد يكون محصلة هذه العناصر جميعا. ويمكن تصنيف أسباب السلوك غير الأخلاقي فى 4 فئات هى :

البيئة السياسية والدستورية :

حيث يتأثر سلوك الفرد بمدى جدية الرقابة على أعماله من قبل الأجهزة الحكومية والقضائية ، وفى غياب الرقابة أو عدم فعاليتها يشعر بعض الأفراد أن بامكانهم الافلات من المساءلة عند خروجهم عن المبادئ الدستورية والقانونية ، بالتالي تنتشر الممارسات غير الأخلاقية بينهم.

– البيئة السيكولوجية :

يمكن القول أن نظام القيم السائدة في المجتمع يعكس السلوك المتوقع لموظفيه ، فاذا شعر الموظف أن مصلحة الفرد أهم من مصلحة الوطن فأن مثل هذا المناخ يولد بيئة سيكولوجية تصبح فيها الأنشطة غير الأخلاقية أكثر احتمالا ، فاذا ما أراد الموظف التقدم فلابد أن يكون جزءا من البيئة السائدة وأن عليه استغلال الفرص المتاحة امامه للحصول على ما يستطيع من المكاسب الشخصية

البيئة الاجتماعية والاقتصادية :

ان النظرة المادية للحياة قد ساعدت على اختفاء كثير من المبادئ الاجتماعية والاخلاقية ، وأصبح من الطبيعي لدى البعض البحث عن الثغرات فى القوانين والأنظمة الحكومية ، كما

أصبح الحصول على الثروات بأى طريقة هدفا لهؤلاء….كما أن كثير ممن لا يقومون بهذه الأعمال غير الأخلاقية يسكتون عليها مادامت لا تمس مصالحهم أو أمانهم الوظيفي، أما العوامل الاخرى التى تسبب لجوء العاملين إلي الفساد فهي ندرة الأعمال والبطالة وانخفاض الأجور

– البيئة الادارية :

فاذا شعر الفرد أن لديه فرصة للأفلات من العقاب اذا ما قام بعمل غير اخلاقي فأنه قد لا يلتزم بالمبادئ الاخلاقية، كما أن غياب المؤسسية عن المنظمات تولد شعورا لدى العاملين بعدم الاهتمام بأعمالهم لعدم وجود الألية التى تجعل منهم مسئولين عن اخطائهم وحيث لاتوجد مساءلة يصبح التغاضي عن الأعمال غير الأخلاقية فى البيئة الادارية منتشرا.

كما أن سياسة التوظيف على أساس الوساطة ، أو حينما يتوجه اهتمام المديرين إلي مصالح المنظمة دون اهتمام بمصالح العاملين أو عندما يسود الصراع بين العاملين بدلا من التنافس مما يولد بيئة إدارية غير أمنة للعاملين…

كيف يمكن أصلاح السلوك غير الاخلاقي ؟

بالرغم من وجود الفساد فى المجتمعات المتقدمة والنامية على السواء إلا أنه ينتشر أكثر فى الدول النامية والفقيرة وقد يرجع الأمر إلي اختلاف الاطار القانوني الذى يعمل فيه الفرد في الدول النامية عن تلك المتقدمة وكذلك إلي ندرة الموارد لذلك من المحتمل أن يقل ذلك السلوك في حالة :

– زيادة الموارد و رفع الأجور للوفاء بالحاجات الاساسية للأفراد

– الكشف عن مصادر دخول الموظفين

– النقل المنظم للعاملين الذين يوجدون فى المواقع المعرضة لأغراءات الفساد

– المكافأت بأنواعها المختلفة المادية والمعنوية ، الإيجابية والسلبية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×