أهمية البيانات فى حياتنا .. بقلم أ.د.صفوت حميدة


بقلم أ.د.صفوت حميدة استاذ الاحصاء و التامين بأكاديمية السادات للعلوم الادارية
منذ اللحظة الاولى لميلاد اى انسان ياتى الى الحياة و معه بياناته التى تسجل ورقيا او آليا حتى قبل ان يعى و قبل ان يشعر و قبل ان يسمع و قبل أن يرى , فيتحدد نوعه (ذكر/انثى) و يتحدد لونه و تتحدد جنسيته و يتحدد طوله و يتحدد وزنه و يسجل كل ذلك فى بطاقته المعلقه على سرير ميلادة بجانب أمه , ثم تقاس وظائفه العضويه من نبض و ضغط و تكوين الدم و الهيموجلوبين و غيرها من البيانات الطبيه التى توضح الحالة الصحية له حتى يمكن متابعته طبيا فى الحاجة الى ذلك . و مم مرور الايام ينتقل الطفل الى اسرته فى مقر اقامتها ليضاف الى أبوين و ألى اخوته ليصبح حجم الاسره ثلاثة أو أكثر يحققون دخلا ينفقونه على مأكل و مشرب و ملبس و مسكن و على تعليم و دواء و غيرها من اوجه الانفاق الاخرى , و قد يكفى ماتحققه الاسرة من دخل فى مقابلة احتياجاتها و قد لا يتحقق و من ذلك يتحدد مستوى الاسرة اقتصاديا و اجتماعيا .
و فى داخل الاسرة و هى المجتمع الاول فى حياة الطفل و فيه يتحدد عمر الوالدان وعمر الابناء و اطوالهم و اوزانهم و حالتهم التعليمية ( أمى/يقرأو يكتب / أقل من المتوسط/ متوسط/ فوق المتوسط / جامعى / فوق الجامعى) و حالتهم الاجتماعية (أعزب/متزوج/أرمل/مطلق) و تتحدد حالتهم العملية (يعمل/لايعمل) و مستو الدخل ( تحت المتوسط/متوسط/فوق المتوسط)
ويكبر الطفل الى مرحلة سنية معينه فيذهب الى المدرسة فى مجتمع جديد له بياناته : أين تقع ؟ و ماهى المسافة بينها و بين منزله؟ وكم يستغرق زمن الوصول اليها؟ و ماهى الوسيلة المناسبة للوصول اليها ؟ و كم مصروفاتها التعليمية ؟ و ما هو حجمها -عدد فصولها – حكومية أم خاصة – كم مدرس فيها – ما هى تخصصاتهم – ايراداتها – نفقاتها – عدد التلاميذ بها – توزيعاتهم النوعيه (ذكور-اناث) – توزيعاتهم الدراسيه ( اولى – ثانيه – … – سادسة ) حسب المسمى .
و يتدرج الطفل ليصل الى المرحلة التالية بمجتمع جديد بنفس البيانات وهكذا حتى يصل الى الجامعة فى مجتمع آخر ببيانات جديدة : ماهى الجامعة ؟ اين تقع ؟ و تتكرر نفس الاسئلة عن كيفية الوصول اليها و زمن الوصول اليها و مصروفاتها و بالطبع ماهى الكلية التى سيلتحق بها و ماهى التخصصات المتاحة فيها و اعداد الطلاب و ترتيبها بين اقرانها و غيرها من البيانات التى لا نهاية لها و كل اجابة بقرار و كل قرار بنتيجة و هكذا … حتى يصل الى مرحلة التخرج .
كل هذا لطفل واحد مولود فى يوم معين , فإذا جمعنا معه المولودين فى نفس اليوم و فى نفس السنه تكون أحد الاجيال للمجتمع الكلى أيا كان (مصرى/ ليبى / سودانى/ هندى/…) و بجمع الكل يتكون المجتمع البشرى , فهل وقف الامر عند ذلك ؟ لا , و هو مانتناوله فى المقال القادم باذن الله تعالى