تاثير الذكاء الصناعي على الاجيال القادمة….. بقلم هاجر الورداني


الذكاء الاصطناعي والأجيال القادمة: هل نُنشئ جيلاً جديداً أم نُفقده إنسانيته؟
في عصرٍ يُعاد فيه تشكيل ملامح العالم بوتيرة متسارعة، يبرز الذكاء الاصطناعي (AI) كواحد من أقوى الأدوات التكنولوجية التي تُعيد رسم المشهد الاقتصادي والاجتماعي والتربوي على حد سواء. فبينما يرى البعض فيه فرصة ذهبية لتحسين الحياة، يرى آخرون أنه سيفٌ ذو حدين قد يحمل مخاطر لا تُستهان بها على الأجيال القادمة.
جيل يولد في حضن التكنولوجيا
الأطفال اليوم لا يعرفون عالماً بلا شاشات، أو تطبيقات، أو مساعدين رقميين. الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً من التعليم، والترفيه، وحتى العلاقات الاجتماعية. هذا الواقع يضع الأجيال القادمة أمام نمط حياة مختلف كلياً، يعتمد فيه الإنسان على الآلة بشكل أكبر من أي وقت مضى.
الذكاء الاصطناعي والتعليم: مناهج ذكية ولكن…؟
أدخل الذكاء الاصطناعي تغييرات جذرية في التعليم، حيث ظهرت منصات تعليمية ذكية تُراعي الفروق الفردية بين الطلاب، وتُقدم محتوى مخصصاً لكل متعلم. إلا أن هذا التطور يُثير تساؤلات مهمة: هل سيؤدي الاعتماد المفرط على التكنولوجيا إلى إضعاف مهارات التفكير النقدي؟ هل سيبقى للمعلم دور فعّال في توجيه النشء؟
سوق العمل: وظائف تختفي وأخرى تُخلق
تشير الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيُغيّر طبيعة سوق العمل بشكل كبير. فبعض الوظائف التقليدية في طريقها إلى الزوال، بينما تظهر وظائف جديدة تعتمد على تحليل البيانات، وتطوير الأنظمة الذكية، وصيانتها. وهذا يتطلب إعداد الأجيال القادمة بمهارات تتجاوز الحفظ والتلقين، إلى الإبداع والابتكار.
الجانب النفسي والاجتماعي: الإنسان في عزلة رقمية؟
رغم أن الذكاء الاصطناعي يُسهّل الكثير من المهام اليومية، إلا أن الإفراط في استخدامه قد يؤدي إلى تراجع مهارات التواصل البشري. فالأطفال الذين يقضون ساعات أمام الروبوتات أو التطبيقات قد يفتقدون الخبرات الاجتماعية الطبيعية، مما يُضعف من قدرتهم على بناء علاقات إنسانية صحية.
مستقبل الأجيال: هل هو واعد أم مقلق؟
لا شك أن الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانيات ضخمة للنهوض بالمجتمعات، وتحقيق التنمية المستدامة. لكنه في الوقت ذاته يحتاج إلى رقابة وتوجيه واضح، لضمان أن تظل الإنسانية في قلب كل تطور تقني.
الأجيال القادمة تستحق أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي، لا أن تقع ضحية له
.
فالمستقبل لن يُبنى فقط على الكودات والخوارزميات، بل على التوازن بين الإنسان والآلة.
وهنا يأتي دور الأسرة، والتعليم، وصنّاع القرار، في صياغة مستقبل يُكرّم الإنسان، لا يستبدله.
الذكاء الاصطناعي أداة قوية… ولكن من يملك زمامها؟