المستشار مينا طلعت يكتب عن …. الأخلاق مرتبطة بمهنة المحاماة
هذه الكلمات الخمس ( الدعاوي القضائية ، المحاكم ، الاحكام ، السجن ، التنفيذ ) قد تكون مزعجه للبعض ، ومنصفه للبعض الأخر. و لتحقيق الخير العام للمجتمع ينبغي اولا تحقيق العدالة، و في الوقت الذي فيه نكون شهود عيان لتحقيق العدالة ، نجد أثناء المحاكمة بيتم توجيه الاتهام لشخص قام بارتكاب بفعل مشين في حق الغير و الانسانية كلها ، و بالتالي يستوجب العقوبة .
ومن هنا ينبغي توضيح بسيط لتعريف العدالة ، فالعدالة :- ” هي تعني عدم الانحياز في محاكمة أي إنسان لأي أمر ” ، و العدالة عكس الظلم والجور والتطرف ، و الهدف من العدالة هو الانصاف و المساواة و التوازن وعدم التعدي وحماية المصالح الفردية و العامة وهي مفهوم أخلاقي يقوم على الحق و العقلانية ، والقانون . دعني أحدثك عن أهم المذاهب التي ساعدت علي تعميق مفهوم الاخلاق في المجتمع وبالتالي له اثره في القانون وهو المذهب التجريبي .
فالمذهب التجريبي هو الذي يري أصحابه أن مصدر الالزام الخلقي سلطة خارج الذات كالعرف او القانون نعرفها بالتجربة ، وان الاخلاق هي نتيجة الاتصال بالمجتمع . و النفعيون هم احد عناصر المذهب التجريبي وعندهم ان فلسفه الاخلاق تدرس طريق الوصول الي الخير الاقصي وهو السعادة ، والسعادة حسب رأيهم في اللذة ، فان الانسان بطبعه اناني يطلب اللذة ، الا ان المذاهب النفعية اختلفت بينها في معني السعادة .
اما مدرسة التحليل النفسي و يرأسها سيجموند فرويد وكانت اهتماماته هي تحليل رغبات الانسان وتفسير سلوكه و شذوذه ، واهتم فرويد بالبحث عن الاخلاق في علم النفس وبالتالي قام بتحليل رغبات الانسان من فعل الخير و شعوره بالذنب وظل يبحث فرويد في اعماق الانسان بداءه من احداث الطفوله حتي مرحلة النضوج ، وما هي التعاليم التي كان يتلقاها الطفل من أصحاب السلطة عليه مثل (الوالدين ، معلمي المدرسة ، رجال الدين ،… ألخ).
واني اعترف بأن هذه الافكار قليله جدا ، و أن هناك المزيد من المدارس الفكرية التي ساهمت بشكل او اخر في تحقيق معني سامي للعدالة وتطبيق القانون . القانون هدفه اعلاء كرامه الانسان وحماية المجتمع وصيانته ، وبالتالي هكذا يكون دور الدفاع الذي يدافع عن الفرد في المجتمع اعلاء شأن وكرامه الانسان وصيانه المجتمع ، من الخارجين عن
الاخلاق ، فالانسان بطبيعته يميل الي الانانية لتحقيق السعادة وبالتالي السعادة بالنسبه له هو تحقيق الرخاء والرفاهية الاجتماعية ، وينتج عن ذلك خلل في الهرم المجتمعي ، وجاء دور القانون ليحمي الانسان من بطش وظلم اخيه الانسان و افتراءه عليه .
ومن هنا جاء دور المحاماة ، فالمحاماة هي كلمة أصيلة في اللغة العربية وهي مشتقة من فعل حمى، وحماية المتهم وحقوقه الشرعية هي في صلب مهمة المحامي ، وهي تعتبر رساله ساميه هدفها بلوغ الحق الي أعلي درجاته ، و البحث عن الحق فضيله يتبناها كل رجل شريف أخلاقي قام بتهذيب عقله و فكره. ومهنه المحاماة تحكمه اخلاقيات كما القانون ايضا متاثر بالفكر الفلسفي الاخلاقي. وأخلاقيات مهنه المحاماة تعتبر مجموعة القواعد التي تحكم علاقات المحامي مع زملائه من جهة، وموكليه من جهة أخرى وبصفة عامة القواعد التي تحكم علاقات المحامي بالجهات التي يتعامل معها أثناء قيامة بالمهام التي تدخل ضمن مهنته كمحامي دفاع .
ومن اخلاقيات المحامي اتجاه الخصم ، احترام خصمه في كل قضية يكون متوكلا عن طرف فيها، كما يجب عليه ألا يتصل به مباشرة، وإذا اقتضى الأمر ضرورة ذلك فيجب أن يكون الاتصال بواسطة محامية. كما يجب عليه تقديم ملف موكله للخصم دون نقص أو زيادة على الملف الذي يقدمه لهيئة المحكمة .
ومن اخلاقيات المحامي اتجاه موكله ، على المحامي أن يدرس ملف موكله بكل إخلاص وأمانه وعلية أن يرشده ويدافع على حقوقه ومتابعة ملفه وكذا الجلسات حتى صدور الحكم ويعلمه بكل الإجراءات، وعليه ألا يأخذ القضية إن لم يكن قادراً على الدفاع عنها، ويمنح لها الوقت الكافي للدراسة، وعلية أن يؤدي مهامه شخصياً وفي حال تعذر عليه ذلك أن ينيب زميلاً له، وأن يخبر موكله بذلك، وكل الأخطاء التي يرتكبها زميله عليه أن يتحملها .
إذا أراد المحامي الإدلاء بتصريحات في قضية ما قابلة للنشر فعلية الرجوع إلى النقيب الذي يمنحه ترخيصاً بذلك.
ويتجلى التزام المحامي بالإخلاص في عمله لفائدة موكله في البحث بعمق في وقائع الدعوى الموكل فيها مادية كانت أم قانونية وبتكيفها بهدف مطابقتها مع المواد القانونية التي تنطبق عليها. كما عليه أن يبذل قصارى جهده في تشكيل البنيان الواقعي والمنطقي لدعوى موكله سواء كان ذلك في شكل كتابي أو في شكل مرافعة شفوية، أي بتصوير قانوني للوقائع المعروضة، مع التحديد الدقيق للمطالب، ذلك أن القاضي لا يستطيع أن يقضي في غير المطلوب أو أقل منه أو أكثر منه إلا فيم يتعلق بالنظام العام