علوم وثقافة

ياسين البطل انتصر … بقلم محمد محمود

كل يوم، يتعرض مئات الأطفال، مثل الطفل ياسين، لانتهاكات بشعة من أشخاص يفتقرون إلى أبسط معاني التربية والدين والأخلاق. ما حدث لياسين ليس مجرد جريمة عابرة، بل ناقوس خطر يجب أن يدق في ضمير كل أب وأم، ومجتمع بأكمله. من هنا، يجب أن يُعامَل هذا النوع من القضايا بحكم طارئ واستثنائي، يصل إلى أقصى درجات العقوبة، كالإعدام، لكل من شارك وساهم في وقوع هذه الجريمة النكراء.

إن مجرد تخيل الحالة النفسية التي يعيشها طفل في مثل هذا العمر، وهو يواجه عنفاً بهذا الشكل، ثم يُزَج به في أروقة المحاكم وسط مشاعر الخوف والرهبة، يملأ القلب ألماً. فكيف له أن يتحمل كل ذلك؟ وكيف لأسرته أن تواجه هذا الضغط النفسي؟ نسأل الله أن يلطف به وبكل طفل بريء، وأن يحفظ أبناءنا وأبناءكم من كل سوء.

المسؤولية التربوية تبدأ من الأسرة

ما نحتاج أن نفهمه جميعاً هو أن التربية لا تقتصر على المدرسة فقط، بل تبدأ أولاً من البيت. يجب أن نكون قريبين من أطفالنا، نصاحبهم، نتحدث معهم، نشرح لهم الصواب والخطأ، ونعزز بداخلهم القيم الدينية والإنسانية. لم تعد المدارس اليوم تولي الاهتمام الكافي بغرس المبادئ الدينية أو أساسيات التربية، بل أحياناً نجد أن من يفترض به أن يكون مربياً، هو ذاته بحاجة إلى تأهيل تربوي.

خطوات وقائية وتوعوية مهمة

من واجبنا كآباء وأمهات أن نُولي عدداً من النقاط الأساسية في التربية أهمية قصوى، ومن أبرزها:

  1. توعية الطفل بجسده: يجب أن يعرف الطفل الأجزاء التي لا يجوز لأحد لمسها، مع التأكيد على أن له الحق الكامل في الرفض والاعتراض.
  2. تثقيف الطفل حول السلوكيات السليمة: نوضح له ما هو سلوك مقبول وما هو مرفوض، بلغة تناسب عمره ومستوى فهمه.
  3. فتح باب الحوار اليومي: من المهم أن نسأل أبناءنا عن يومهم في المدرسة، ماذا حدث؟ من تحدث معهم؟ كيف شعروا؟ ذلك يعزز الثقة المتبادلة ويكشف أي مشاكل في بدايتها.
  4. تنظيم استخدام الهواتف ووسائل التواصل: يجب مراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال، والحد من التعرض للفيديوهات أو الأغاني التي تحمل ألفاظاً أو مشاهد غير لائقة.

إن بناء جيل نقي، واعٍ، وسوي، يبدأ من البيت. فكل لحظة نقضيها مع أطفالنا هي استثمار حقيقي في مستقبلهم. دعونا لا ننتظر أن تقع الكارثة كي نبدأ بالتربية، بل لنكن خط الدفاع الأول الذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×