خدمة الروح والكلمةمقالات روحية

الرب مالك الأرض .. بقلم مينا جورج

بعض الناس تترك كل ظروفها ويظنوا أن الرب يجبرهم في كل الظروف لكن يعمل مشيئته إجباراً، ولكن من خلال الأيات الكتابية سندرس أن هذا ظن خطأ، فتقول الكلمة أن الرب قال لأدم ”  اثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلاوا الارْضَ وَاخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الارْضِ». وَقَالَ الإلهُ: «انِّي قَدْ اعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْلٍ يُبْزِرُ بِزْرا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الارْضِ وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرا لَكُمْ يَكُونُ طَعَاماوَلِكُلِّ حَيَوَانِ الارْضِ وَ-كُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الارْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ اعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ اخْضَرَ طَعَاما. وَكَانَ كَذَلِكَ.(تك 1 : 28-30) . هنا يقول الرب للإنسان أن هو المسئول عن الأرض وكأنه هو المستأجر والرب هو المالك، ولكن سريعاً ما تحرك الشيطان لأدم ويخدعه ليأخذ الشيطان السلطة من أدم ويكون هو المتسلط (رئيس هذا العالم) ، حين يحكم على أدم بالموت (الإنفصال عن الرب والموت الروحي)، ومات أدم جسدياً كما قال الرب ” وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ” وهذا ما حدث مع أدم فاليوم عند الرب 1000 سنة حرفياً، فمات أدم في 930 سنة وسن أدم لحظة السقوط 33 سنة ولم نعرف هل هي مطروحة من الألف سنة أم لا ، ولكن لم تتعدي أيامه يوماً واحد لدى الرب ،  فأصبح الشيطان هو المتسلط على كل شئ ، وتغير هيئات الحيوانات الى مفترس منها، والحشرات النافعة للزراعة أصبحت ضارة وتحمل بكتيريا وفيروسات ضد الإنسان، وأستطاع الشيطان أن يفسد سبل كثيرة في الحياة واليك بعض السلطات التي منحها أدم للشيطان :

  1. رئيس هذا العالم :” أَتَكَلَّمُ أَيْضاً مَعَكُمْ كَثِيراً لأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْء.(يو14 :30) . وجاءت كلمة رئيس في اليونانية بمعنى ἄρχων[1] قائد أو مدير أي هو من يدير الأرض وهذا السلطان قد أخذه ليس بأغتصاب ولكن بقانون ” أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي تُقَدِّمُونَ ذَوَاتِكُمْ لَهُ عَبِيداً لِلطَّاعَةِ أَنْتُمْ عَبِيدٌ لِلَّذِي تُطِيعُونَهُ ” (رو6 :16 ). فأدم اصبح عبداً لإبليس (يو8: 44) . وهو من سرق السلطة بالقانون.
  2. رئيس سلطان الهوى : ” الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ” .(اف2:2). .وتأتي كلمة هواء في الأصل اليوناني بمعنى (الهواء السفلي – وهواء الغلاف الجوي ) وكأن أصبح الشيطان له السلطان من فوق ومن تحت (سلطان مؤقت ).
  3. إله هذا الدهر :

 الى أن الرب أسترد هذا السلطان مرة اخرى ، وأصبح نسل المسيح له السلطان وهو من يسمح أو يمنع “وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ “(مت16 :19). وهذا الأية توضح أن الإنسان ما يمنعه يتم الموافقة عليه، وما يتيح به يباح من الرب، هللويا . فأصبح الإنسان هو المانح وأن كنت تتسأل في وقت لماذا الرب يترك الشيطان يفعل معي كذا وكذا .. فأعلم أنك أنت من تعطي له الفرصة وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَاناً.(اف 4 :27) .” أعلم جيداً أن إبليس ليس له سلطان عليك بل أنت من تعطيه السلطان ، هو فقط يحاول يقنعك بأفكاره ،فكما كان يرد الرب يسوع على الشيطان على الجبل بأيات كتابية كان لابد أن يكون أدم هكذا ، كان لابد أن يقول له ” أنا المتسلط وأنا المستأجر على الأرض، أنا لا أسمح بأي أنواع من خداعك الماكر، فلا أحتاج أن أكون كالإله (وهذا ما تمناه إبليس قديماً)


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×