مينا جورج يكتب عن …. روح الإنسان
- روح الإنسان :
وصف الروح :
“أَعْرِفُ إِنْسَاناً (يتفق الشراح بأنه يتكلم عن نفسه ) فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. الإلهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هَذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. وَأَعْرِفُ هَذَا الإِنْسَانَ. أَفِي الْجَسَدِ أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. الإلهُ يَعْلَمُ. أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لِإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا.(2كو 12: 2-4). هنا يتفق الشراح ايضاً إنه حدث ذلك بعد أن رجم وطرح ليموت، ولكن لم يفرق معلمنا بولس أنه يوجد أختلاف كبير بين الجسد والروح، وذلك لم يقل إنه اصبح طول عمارة، أو أصبح صغر النمل، ولكنه كان إنسان يرى ويسمع ويلمس وهذا ما يؤكده الرب يسوع في مثل لعازر ” كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفِنَ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ ارْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللهِيبِ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ.“(لو16: 19-25) “. ولكن نريد أن نناقش قضية كبيرة جداً قبل أن نوضح روح الإنسان وهي هل كل شحاذ أو فقير يذهب الى السماء؟؟ .
نرى في كلمة ” مسكين “الذي جاءت في اليوناني “πτωχός بتخس” وهذا الكلمة تعنى فقير ولكن ليس فقط مادياً ، وقد جاءت 3 مرات في الكتاب عن المؤمن فقط، فلا نستطيع أن نقول أن كل فقير مادياً مكانه الفردوس، واليك المرات التي ذكرت فيها هذا الكلمة :
“طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ “πτωχός بتخس” بِالرُّوحِ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ (ملك الرب على الارض).(مت3: 5)“.
والمسكين بالروح هنا من يجوع الى الامور الروحية، وهي تعني المؤمن وليس الخاطئ.
” وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ اللَّاوُدِكِيِّينَ: «هَذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ الإلهِ. أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِداً أَوْ حَارّاً.هَكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي.لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَائِسُ وَفَقِيرٌ“πτωχός بتخس” وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ.(رؤ3: 14-17).
يتحدث هنا الكتاب عن الكنيسة ( المؤمنين ) ولكن فقراء المعرفة “لست تعلم” فرغم إنها غنية مادياً ولكنها فقيرة للأمور الروحية جداً ، مما جعلها فاترة في نتائجها الروحية ، والرب جعلها في ميزان اللوم بسبب كسلها.
وأنا من رأيي الشخصي أن لعازر كان مفتقراً جداً للمعرفة مما جعله في وضعية مؤلمة جداً، فالكلاب تلحس في قروحه ، وجائع يتمنى فتات الخبز، وهذا عكس ما وعده الرب للمؤمنين كما درسنا سابقاً ( السمكة والبيضة والخبز) ، إنه في صلاحه يهتم جداً “وَلَمْ أَرَ صِدِّيقاً تُخُلِّيَ عَنْهُ وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزاً.(مز37 :25). وقد وضحنا سابقاً أن بسبب الأفتقار للمعرفة يتألم الشعب وينسحق لأن في وضعية خاطئة جداُ. نرجع الى موضوعنا وهوالروح لقد عرف الغني لعازر وعرف أيضاً إبراهيم، بل تكلم أيضاً وشعر بالعطش والسخونة، فنخرج من الشاهدين السابقين بأن الروح ترى وتتكلم وتسمع، وأيضاً مقدار المعرفة لها أكبر من المعرفة الجسدية ، لذلك عرف لعازر إبراهيم ومن الممكن إنه لم يكن يراه في حياته، كما عرف بطرس ويوحنا ويعقوب ظهور ايليا وموسى مع يسوع على الجبل دون سابق معرفة لها، ولكنها المعرفة الروحية التي اقوى بكثير من المعرفة الجسدية.
لغة التواصل بالروح :
دعنا ننظر الى قصة السامرية التي وضح لها الرب يسوع عن كيفية التواصل بالعبادة للرب، وهذا ما جاء بالتفصيل في إنجيل يوحنا الاصحاح الرابع ” وَكَانَ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ. فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ بِقُرْبِ الضَّيْعَةِ الَّتِي وَهَبَهَا يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ابْنِهِ. وَكَانَتْ هُنَاكَ بِئْرُ يَعْقُوبَ. فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ السَّفَرِ جَلَسَ هَكَذَا عَلَى الْبِئْرِ وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ» – لأَنَّ تلاَمِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَاماً. فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ. أَجَابَ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ الإلَّهِ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ لاَ دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ؟ أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ الَّذِي أَعْطَانَا الْبِئْرَ وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَوَاشِيهِ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هَذَا الْمَاءَ لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ وَلاَ آتِيَ إِلَى هُنَا لأَسْتَقِيَ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى هَهُنَا» أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَناً قُلْتِ لَيْسَ لِي زَوْجٌ لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هَذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هَذَا الْجَبَلِ وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ – لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. اَلإلَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ». وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: مَاذَا تَطْلُبُ أَوْ لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا. فَتَرَكَتِ الْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: «هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ(يو4: 4- 19). ودعنا نتعلم دروس عديدة من هذه القصة :
وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ : الساعة السادسة بحسب توقيت إنجيل يوحنا هي السادسة صباحاً أو مساءً، اي مطابقة لوقتنا الحاضر لأن إنجيل يوحنا كتب نهاية القرن الميلادي وقد إنتشر التوقيت الميلادي الحالي [1]، وهنا نوضح أن ما قيل من وعاظ كثيرون أن السامرية خرجت في وقت الظهر لكي لا يراها أحد هي مجرد أفتراء سنوضحه فيما بعد بأن السامرية لم تكن بائعة للشر كما يزعم البعض في عظاتهم ، وحينما نرجع للخلفية التاريخية نرى أن الساقين يملأون جراتهم أما في المساء (تك24 ) أو باكراً ، اذا كان وقت الصباح الباكر ووقت المساء هما أفضل الوقت الذي يذهب فيه النساء الى بئر القرية للماء [2].
قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَناً قُلْتِ لَيْسَ لِي زَوْجٌ لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ : بما أن يسوع قال لها كان لك خمسة أزواج ، اذا هما فعلاً أزواجها وليس مجرد علاقة غير شرعية كما يزعم البعض لها ، وأنا أثق أن السامرية كانت تبحث عن الحب الحقيقي ولم تجده في أي زوج من هؤلاء ، والكتاب لم يذكر ماذا حدث لأزواجها هل ماتوا أم طُلقت منهم ، ولكن ما نود أن نقوله أن كان لها خمسة أزواج كما قال الرب يسوع وهي جاءت في الأصل اليوناني ἀνήρ ازواجك .
وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ : ليس معنى هذا الكلام ان لديها شخص في علاقة غير شرعية ، فقال الكتاب هنا الذي لك Have ولم يقل الذي معك ، فربما تكون لديها علاقة مبدئية للارتباط ، أو مازالت تفكر. ولم يقل الكتاب إنها امراة زانية . وكما أن السامريين يؤمنون بالتوراة (أسفار موسى الخمسة ) فأن كانت السامرية زانية لرُجمت كما كانوا يريدون أن يعملوا مع المراة التي أمسكت في ذات الفعل يو 8 ، وسؤالي من أين جاءوا الوعاظ إنها بائعة للشر ؟ .
فنقلت السامرية الى موضوع يحتار فيه بعض العقول ! آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هَذَا الْجَبَلِ وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ : بَاؤُنَا المرجح أنها أرادت بهؤلاء الآباء السامريين الذي سجدوا في جبل جرزيم منذ عصر نحميا.
فِي هٰذَا ٱلْجَبَلِ أي جبل جرزيم المشرف على شكيم أي نابلس القريب من بئر يعقوب حيث هما. وكان السامريون قد بنوا هيكلاً هنالك سنة 332 ق . م هدمه يوحنا هركانوس سنة 129 ق. م. ولكن ذلك لم يثن السامريين عن إقامة العبادة هناك وحسبوا ذلك الجبل أقدس جبال الأرض وأثبتوا ادعاءهم أقدسيته بما جاء في (تثنية 27: 4) بادلين في نسختهم «جبال عيبال» بجبل جرزيم وبما جاء في (تكوين 12: 6 و7 و13: 4 و33: 18 و20) وظنوا أنه هو الجبل الذي ذهب إليه إبراهيم ليقدم عليه إسحاق.
وكثيرون من الناس في كل عصر يسلكون مسلك هذه المرأة بأن يعبدوا الإله كما عبده آباؤهم ويؤمنون به كما آمنوا مستندين استنادها بقولهم «آباؤنا سجدوا الخ» ونحن على آثارهم مقتفون.
وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ لم تزل مع اعتقادها أنه نبي تعتبره يهودياً.
فِي أُورُشَلِيمَ الخ اختار داود ذلك الموضع للعبادة بإرشاد الإله (1أيام 21: 26 و22: 1). وأخبر الإله سليمان بأنه قبل أورشليم موضعاً لعبادته (2أيام 6: 12 انظر أيضاً مزمزر 78: 68 و69 و132: 13 و14). وفي هذا العدد إيجاز الحذف فلو ذكرته لقالت «وأنت ماذ تقول أي المكانيين ينبغي أن يُسجد فيه وأي مكان قصده موسى بما قاله» في (تثنية 12: 5 – 7).[3]
ونقل الرب يسوع النظرة كلها الى موضوع الجوهر “. اَلإلَهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا” . الرب روح وليس نفس أو جسد، وحتى إن أخذ جسد ونفس في يسوع ولكنه هو في الحقيقة روح، ولا يمكن التواصل معه الا من خلال روحي أنا ( الروح الإنسانية ).
كما يتكلم معلمنا بولس الرسول أن الروح هي من تصلي “لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِلِسَانٍ فَرُوحِي تُصَلِّي وَأَمَّا ذِهْنِي فَهُوَ بِلاَ ثَمَرٍ(1كو14 :14) . فالروح تصلي للتواصل مع الاّب فهي لغة التواصل وايضاً الولادة الجديدة في روحي.
وقد وضحها الرب يسوع الطريقة الوحيدة للدخول للسماء هي (الولادة الجديدة ).
الولادة الجديدة :
“كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ الإلَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ الإلَّهُ مَعَهُ». فَقَالَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ الإلَّهِ». قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ. اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا لَكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هَكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ». فَسَأَلَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هَذَا؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هَذَا! اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟3 وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.
وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. “(يو3 :1-15).
بالرجوع لكلمة ريح في اليوناني هي نفس كلمة روح، وهنا يقول الرب يسوع أن الروح يهب حيث يشاء ولا يعرف من أين ( لانه ليس له حدود ) وهنا أشارة للروح القدس، والذي ولد من الروح القدس (الأله) صار مولود جديد، وهذا لا يتم الا بقبول المسيح (ابن الانسان ) الذي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية (ذوي )حياة الإله.
ولكن يحتار البعض ومنهم من يقرأ هذا الكتاب الاَن ويتسأل كيف أولد ولادة جديدة ! ، فالبعض نصحهم بأن يرددوا العبارة ” اللهم أرحمني أنا الخاطئ “ (لو18 :13). ولكن هذه العبارة هي طريقة توبة اليهود وهي تلائمهم جداً ، أما نحن الأمم فلم يتركنا الكتاب بصمت عن الطريقة الكتابية التي بها أولد ولادة جديدة وهي ماجاءت في رومية (10:9 -10) أَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ الإلهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ. (سوتريا قد وضحناها سابقاً ) . إنها هي الطريقة الكتابية أن تعترف بفمك وتؤمن بكل قلبك بيسوع رب وسيد على حياتك وبهذا تبدأ الرحلة الروحية الرائعة المليئة بالبركات والثمر وتضمن الحياة الابدية من من يستحق الأكرام .فأن كنت لم تنال الولادة الجديدة هلم معي بالصلاة الاّن ” أبي السماوي أشكرك لأنك أرسلت أبنك الوحيد يسوع الذي تجسد في صورة إنسان، صلب ومات وقام لإجلي، أنا أومن بأن دُفع ثمن موتي الأبدي على الصليب، أكتب أسمي في سفر الحياة، أقبلني أبن ليك في حياة دائمة معك، أنا بطرد ابيلس من حياتي في اسم يسوع ، حياتي أصبحت ملك لك .. أمين .
صرت خليقة جديدة :
“إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً.“(2كو5 :17). تأتي كلمة (خليقة جديدة ) في اللغة اليونانية “καινός كاينوس “ أي نوع جديد وفصيلة غير مسبوقة وفريدة ، وكما شبها البعض بأن عندما تقول أن الكائن فضائي لان غير معتاد أو مسبوق ، هكذا تقول على الخليقة الجديدة لإنها غير مسبوقة كالكائن الفضائي ، فأنا صرت إنسان جديد وفريد من نوعي Brand New ماركة جديدة ، هللويا لإني ولدت من الإله نفسه، فأصبحت خليقة جديدة وكل ما في صار جديد، ما أمجد أسم الرب الإله.
ماذا عن الإنسان العتيق :
” عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ“ (رو6:6). أنظر معي كلمة العتيق التي جاءت في اللغة ” παλαιός باليوس” اي القديم الضعيف المائت، أنظر معي ماذا حدث لهذا الإنسان “صلب ” لقد مات هذا الإنسان ، بعض المؤمنين عندما يضعون في مواقف بها ضغوط يتحول لشخص اخر يقول : ” سأخرج العتيق في هذا الموقف ” . كيف تخرج الإنسان العتيق المائت منك ، لم يكن المؤمن صاحب شخصيتين بخرجهما في المواقف . لقد قال معلمنا بولس إنه مات ، وفي موضع اخر قال ” لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، اذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ اعْمَالِه ِ(كو3 :9). فيوضح معلمنا بولس ايضاً الفعل الماضي لما حدث للعتيق إنخلع وبمعني الاصلي اتجرد وأنفصل عن ذاته ” بيكدومي ἀπεκδύομαι” . كنت أعظ في احدى كنائس نهضة القداسة وجاءني شخص بعد العظة يعترض وبشدة عن أن الإنسان العتيق مات ويؤكد إنه العتيق موجود ومازال، وأخذ يقول لي بعض المواقف الكتابية التي تبين السلوك الذي لم يتجدد وسنوضحه في دائرة النفس، وقد وضحت له الكلمة وما تقوله لكنه لم يقتنع فتركته لما يؤمن به وترك الإجتماع لهذا السبب.