العقل الصهيوني: تحليل عميق لعداء مصر.. د. محمد المهدي


يبدو أن العقل الصهيوني يكشف عن عمق تفكيره في عداء مصر، حيث دبر خطة لضرب مصر عبر حصار قاتل. تم فتح جهتي مصر الغربية والجنوبية لصراع عسكري دائم، مستندًا إلى ميلشيات عسكرية ذات مصادر تمويل هائلة، بهدف تحويل هذه الميلشيات إلى دول مركزية على أنقاض هدم الدول القائمة.
هذا الصراع، خصوصًا في السودان، يمثل تهديدًا مباشرًا للدولة المركزية المصرية، وهو ما يسعى له العقل الصهيوني الذي يطبق مثلًا قديمًا هو “ضرب عصفورين بحجر واحد”. إذ يسعى لإشغال كل من الجنوب والغرب في آن واحد، مما يمثل فرصة عظيمة لإشغال جبهتين حربيتين، ما يكلف مصر الكثير من الموارد ويستنفذ قواها، ويُعطّل من قدرتها على البناء وتعزيز أركان الدولة المصرية.
إن عبقرية اختيار مكان إشعال الصراعات وإستراتيجية التنفيذ توضح أن هناك عقلًا مهيمنًا ومخططًا. من خلال مراجعة مسار قافلة الصمود داخل الحدود المصرية، يتضح أن هناك نية لإشغال شمال مصر بالكامل، بدءًا من السلوم، مرورًا بمدن القناة، وصولًا إلى معبر رفح. وما بعد معبر رفح، الله وحده يعلم ما يخبئه هذا العقل الخبيث.
إن هذا العقل، الذي يشبه الذكاء الاصطناعي، يعمل بلا عقيدة ولا إنسانية، وقد جاءت غزة لتكون بروفة لتخويف وإخضاع ما تبقى من دول مركزية قادرة على قول “لا”. لذا، يجب أن نقول “لا” للقواعد العسكرية، “لا” للتهجير، “لا” للظلم والاستكبار، و”لا” للحروب والهدم، بل “نعم” للإعمار والتنمية.
إن العبرة من هذا المقال تكمن في أن جبهات مصر الثلاثة مشتعلة بشكل غير مسبوق، مما يتطلب من كل محب لوطنه أن يتحلى بالوعي ويعمل على سد باب الفتنة، والثبات فيما هو قادم.