خدمة الروح والكلمةمقالات روحية

الكنيسة ومكانتها .. القس صموئيل نان

عزيزي القاريء اريد أن ابحُر معك في السطور القادمة حول موضوع هام لكل مؤمن يؤمن بالمسيح وبفكر وحب للكنيسة التي أقتناها بدمه ،وتبدو مكانة الكنيسة واضحة عند السيد الرب، خاصة في حياة المسيح وخدمته علي الأرض من النقاط التالية:
١- إنه أعطي أولوية في وقته لهذه المجموعة الصغيرة من البشر (التلاميذ) بالرغم من الاحتياجات العظيمة والهائلة التي كانت من حوله. فبجانب  خدمته للجموع التي كان يعظها ويعلمها ويشفي مرضاها ويحرر أَسرها ، بجانب كل هذا أعطي المسيح الكثير من وقته لمجموعته الصغيرة ، بل وربما أكثر مما أعطى للجموع نفسها.
ومجموعة التلاميذ الإثني عشر أو السبعين أو المئة وعشرين كانت هي نواة الكنيسة التي وثق فيها الرب يسوع وائتمنها علي نشر النور والإنجيل في كل العالم من بعد صعوده.
٢- كما نريد هذه المكانة في جلسته الأخيرة معهم في يوحنا والتي أخذت خمسة اصحاحات كاملة من اصحاح ١٣ حتي اصحاح ١٧ وهو يوصيهم ويصلي لأجلهم:
بأن يحبوا بعضهم بعضاً كما أحبهم هو .
وليكونوا واحداً كما أن الأب والابن واحد .
وليتجسد المسيح بحبه فيهم .
ومن خلال وحدتهم بعضهم ببعض يؤمن العالم برسالتهم ورسالته .
٣- كما نرى حبه للكنيسة مميزاً عن حبه الفردي لكل واحد منها، فهي العروس المزينة لعريسها .
+ فنحن مثلاً نسمع بولس الرسول يتحدث عن حب المسيح له شخصياً فيقول “اَّلذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي” (غلاطية ٢٠:٢) .
+ لكنه للجماعة (للعروس) يقول:
“…..كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ” (افسس ٢٥:٥) .
“احترزوا اذاً لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها اساقفة  لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه ” ( أعمال الرسل٢٨:٢٠) .
وهذا ما نسمعه من يوحنا في بداية الجلسة الختامية قبل الصليب فيقول “إذ كان قد احب خاصته الذين في العالم أحبهم إلي المنتهي ” (يوحنا ١:١٣) .
وعلي لسان الرب نفسه قال “كما أحبني الأب كذلك احببتكم انا” (يوحنا ٩:١٥) .
السؤال الذي نحاول أن نجيب عليه هنا :
ما هي الكنيسة، أو من هي الكنيسة ؟
– هل هي المكان أو المبني الذي فيه يجتمع شعب الرب للصلاة والعبادة ؟ طبعاً بالتأكيد الاجابه ستكون لا .
– أو هل الجماعه المتعددة نفسها؟
– أو هل هي المؤمنون الحقيقيون أنفسهم ؟
أم أن الكنيسة أعمق من هذا الوصف، إذ لها أبعاد أكثر من مجرد هذا التسطيح للمعني والتعريف .
إذا رجعنا إلي صلاة المسيح في يوحنا ١٧ نكتشف الكنيسة كما هي في قلب المسيح وعقله بأبعادها الحقيقة ،وهذا ما سنراه بوضوح أيضاً في يوحنا ١٧ كما ذكرت لحضراتكم اعزائي القُراء ،أن المسيح يحدد أنه يصلي:
لأجل المؤمنين ليكونوا واحداً كوحدة الأب بالابن 
وأن يكونوا واحداً في الأب والابن.
من خلال هذه المنظومة سوف نرى ثلاث أبعاد للكنيسة وهي المؤمنين _ وحدتهم وحدة واحدة_ وأيضاً وحدتهم في الرب .
عزيزي المؤمن أو الخادم الذي تعمل في كرم الرب اريد أن أترك معك ختام كلماتي بأن الكنيسة ليست مجرد المؤمنين المتفرقين أو حتى المجتمعين للصلاة وإلا فهذا اجتماع يكون وليس كنيسة لها أساس كما هي في فكر الرب .
لكن الكنيسة هي وحدة المؤمنين ،الوحدة التي لا تعرف الانقسام ،كوحدة الأب بالابن هكذا تكون وحدتهم بالرأس المسيح .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×