د. رضا طعيمه يكتب عن ….. في عمق الجمال
بسم الله الرحمن الرحيم
فى عمق الجمال بقلم المفكر والمحاضر الدولى د رضا طعيمة
إننا حينما نعيش فى هذه الحياة ,وقد وضعنا انفسنا خلف اسوار آلامها وجراحتها بعيدا عن آمالها والتأمل والتذوق والتدبر لما هو فيها من جمال حولنا ,مهما كان قليلا ويتسرب إلينا النسيان ان من قليل الجمال يبعث فينا الامل يبعث فينا تحقيق الاحلام أعلم- أن الحياة تتعثر ,ولكنها لا تتوقف وأن الامل يبتعد ,ولكنه لا يموت والصدق يخبو ولكنه لا ينطفئ فرغم أن الوردة يأتى عليها الليل بظلمته الحالكة , والوردة ينزل على اوراقها المطر الهاطل ,يريد ان يفتتها فى ظلام الليل الحالك والوردة يأتيها الاعاصير العاتية ,تريد أن تقتلعها من جذورها ,فى ظلام الليل الحالك والوردة ينحدر عليها من اعالى الجبال امطار السيول المنهمر فى ظلام الليل الحالك كل هذه الشدائد لم تنهزم امامها الوردة ووقفت شامخة تعلن للحياة أن كل ما حدث لها لن يزيدها حينما اشرقت عليها شمس الصباح إلا بهاءا ورونقا ونضارة وجمالا تحملت الوردة كل هذه الشدائد ولم تنهزم بل اعلنت للدنيا حقها فى الحياة ,ولم تأخذ صفات الشدائد لتعطيها للحياة ,بل اعطت للحياة صفاتها هى من جمال الوانها وجمال اوراقها التى تثير فى النفوس البهجة وأعطت للحياة عطرها الفواح وشذاها التى يأتى مع العبير ,وتمر عليها النحلة الجائعة فلتسعها فتطعمها من رحيقها لتنتج عسلا تستفيد منه الحياة ,ثم يأتى الليل فتعلن الوردة إنها تفوح بروائحها الجميلة فى ظلام الليل , إنها تستمتع حينما تطلق شلالات الحب والعطاء والتسامح محطمة اليأس والهزيمة -علمتنى ان اتحدى الصعاب ,علمتنى مهارات التعامل مع الاخرين, إن الوردة لم تنظر يوما ابدا الى الماضى الاليم ,ولكنها تتفتح كل يوم مع طلوع شمس النهار فى ثوب جديد علمتنى الوردة أن اكون انسانا ناجحا قادرا بإذن الله على تخطى الصعاب علمتنى الوردة ان اخرج من عالم الفشل والاحباط والهزيمة النفسية الى عالم التفوق والعمل واثبات الذات وان احيا حياة كريمة بكل المقاييس علمتنى الوردة ان أنمى فى نفسى دائما مشاعر الحب والعطاء وإن قدم لى الاخرون الظلام الحالك فما عندى اقدمه لهم سوى الجمال الرائق