خدمة الروح والكلمةمقالات روحية

مينا جورج يكتب عن ….. ذهن الإنسان

  1. نفس الإنسان :

تتكون نفس الإنسان من ( الذهن – الأرادة – المشاعر ) ، وكل منهما له أهمية في حياة الإنسان ولكنه لابد أن ينقاد بروح الإنسان وليس المشاعر أو الذهن هي من تسوق الإنسان ، ولقد حث بولس أن الروح القدس يريد فصل النفس عن الروح    فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ (الحل ) ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هَذِهِ عَيْنِهَالأَنَّ كَلِمَةَ الإلهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ (النفس كما وضحنا سابقاً أن القلب احيانا يقصد به النفس او الروح ) وَنِيَّاتِهِ.(عب4 :11-12).  وتوضح لنا الكلمة أن الحل في أن نفصل بين الروح والنفس بالاّلة الحادة التي هي الكلمة ، وهدف الرب أن الإنسان يسلك بالروح والإيمان وليس بالمنطق البشري الذي يكون احياناً مضاد للإيمان ، فأن الرب لم يعطي مخدر للمشكلة بل هو معالج للمشكلة ، أفرحي أيتها العاقر لأنك ستلدين (غل4: 24). وسنتكلم عن أجزاء ما تخص المشاعر والذهن والارادة نوضح فيها كيف نسلك بالروح وليس بالذهن.

قد يقول قاموس The American Heritage Stedman  ان المخ هو المتحكم في النبضات الحسية ونقل المعلومات إلى الأعضاء ومركز الوعي والذاكرة [1]. المخ ليس هو الذهن ، فقط يؤثر الذهن فعلياً على العاطفة وعلى الحواس والأرادة . فأن أستطعت أن تضبط ذهنك فإذ أنت تسيطر على أفكارك لْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ وَمَالِكُ رُوحِهِ (רוּח روح المقصود نفسه ) خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً (ام16 :32). فكل شخص يستطيع أن يضبط أفكاره مطابقة للكلمة يستطيع أن يسيطر على غضبه ومشاعره .

كنت في وقت أحب فتاة حباً غامراً فكري وكياني ، و عندما عرضت عليها الأرتباط قد رفضتني بطريقة مهذبة تتمنى لي أرتباط مجيد مع غيري ، وكنت أتمنى الإرتباط بها من كل قلبي وعندما كنت أسمعها ترنم كان كياني كله يرتجف ، وعند ما قالت لي هذه الكلمات عانيت أيام متألم ، الى أن مرشدتي الروحية قالت لي أن أستطعت أن توقف ذهنك عن التفكير بها ستتمكن من توقف مشاعرك ، وهذا ماصليت به وفي خلال يوم واحد كان أنتهى الأمر .

أنظر معي هذه القصة التي علم الرب يسوع فيها مبدأ مهم ” حينَئِذٍ جَاءَ إِلَى يَسُوعَ كَتَبَةٌ وَفَرِّيسِيُّونَ الَّذِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ:
:لِمَاذَا يَتَعَدَّى تَلاَمِيذُكَ تَقْلِيدَ الشُّيُوخِ فَإِنَّهُمْ لاَ يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ حِينَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزاً؟» فَأَجَابَ: «وَأَنْتُمْ أَيْضاً لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصِيَّةَ الإلَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ؟  فَإِنَّ الإلَّهَ أَوْصَى قَائِلاً: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَمَنْ يَشْتِمْ أَباً أَوْ أُمّاً فَلْيَمُتْ مَوْتاً.
وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي. فَلاَ يُكْرِمُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُفَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْيَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاًيَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداًوَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ». ثُمَّ دَعَا الْجَمْعَ وَقَالَ لَهُمُ: «اسْمَعُوا وَافْهَمُوالَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هَذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ.(مت15: 1-11). كان كان يسوع يوضح أن حب الإله لابد أن يكون من القلب (النفس ) وكما سنوضح فيما بعد أن يقصد الأفكار وأن تحب الرب من أفكارك ، وأن عدم غسل اليدين ليس هو من ينجس الإنسان بل أفكار الذهن هي من تنجس الإنسان ، وقد فسره الرب يسوع لهذا المثل ولم يتركنا نتحير في هذا الجزئية وتفسيرها   فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟ أَلاَ تَفْهَمُونَ بَعْدُ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يَمْضِي إِلَى الْجَوْفِ وَيَنْدَفِعُ إِلَى الْمَخْرَجِ وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ الْقَلْبِ يَصْدُرُ وَذَاكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ لأَنْ مِنَ الْقَلْبِ(الذهن ) تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ زِنىً فِسْقٌ سِرْقَةٌ شَهَادَةُ زُورٍ تَجْدِيفٌ  هَذِهِ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. وَأَمَّا الأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلاَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ (16). فقد جاءت كلمة قلب في اليوناني (καρδίας كارديا ) وهو يعني بالفعل قلب ، ولكن قد وضحه في ترجمته كينج جيمس  K.G ووضحها بأن القلب يعني الذهن أو الروح The Soul or Mind إذا أن الذهن هو بداية الشهوة فأن تغلبت حصلت على الإنتصار .فقد نبه الرب يسوع على النظرة الشريرة وكيف تدير عينك لئلا تؤثر على ذهنك ، فيقول : قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِوَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.(مت5: 28). البعض ينظر الى الاّية أن الرب يسوع أراد أن يصعبها علينا في ضبط النفس ، ولكن الترجمة غير مفسرة ، لم يقصد يسوع تلك المرأة هي أي امراة عادية بل هو يقصد المرأة الشريرة التي تغوي الإنسان والتي تكلم عنها سليمان بالتفصيل في سفر الإمثال 6 و 7 ، وهي ترحيب الخطية للإنسان حتى يسقط في الزنى الروحي ( خيانة الرب ) . وبالأضافة إلى شهوات الجسد (شهوة العيون ) (1يو2:16). تدخل الأرواح الشريرة للذهن من خلال العيون ، وهذا يتم من خلال الصور والأفلام الأباحية ووسائل الأعلام والفيس بوك وغيرها من السوشيال ميديا . فجاءت كلمة  pornography مشتقة من الكلمة اليونانية “porne”  والتي تشير للمرأة الساقطة التي تكلمنا عنها [2]

لذلك نبه الرب يسوع أن نحفظ جيدأ النظر من أي شهوة لأي إمراة حتي نحفظ ذهننا جيداً . فقد ميز أيوب أن لابد أن يحافظ على ذهنه من خلال النظرة وهو في عصر الأباء عَهْداً قَطَعْتُ لِعَيْنَيَّ فَكَيْفَ أَتَطَلَّعُ فِي عَذْرَاءَ!(اي31 :1). وجاءت كلمة عذراء في الترجمة Easy English بمعنى امراة ، فلقد ضبط أيوب ذهنه من الإطلاع لأي شهوة حتى قبل نزول الوصايا العشر .

لا تترك هي الاّيات تعبر عليك مرور الكرام ، ولكن تأمل فيها كيف يوضح الرب يسوع أن الذهن هو من ينجس الإنسان عن طريق أفكاره فلابد أن تضبط ذهنك جيداً .


[1] قوة ذهنك … كريس اوياكيلومي …..ص21   

[2] يخرجون الشياطين .. ديريك برنس …..صـ290    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×