خدمة الروح والكلمةمقالات روحية

مينا جورج يكتب عن …. الجسد وانواعه

بكالوريوس في العلوم اللاهوتية ..

الجسد

سوما :

والجسد الذي للإنسان هو شئ مادي يتحرك من خلاله في عالم العيان ، وليس هدف الرب أن يهمله الأنسان أو يعذبه ، والصوم هو لتدريبه وليس لتأديبه ، فقد كان الرب يسوع له جسد مثلنا  فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ (سوما )الرَّبِّ يَسُوعَ.(لو24: 3). “في جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ،(كو1 :22).  فقد كان الرب يسوع له جسد مثلنا ولكن يفهم جيداً كيف يقوده ، لذلك لم يفشل في تجربة ابليس حتى حينما كان  جسده جعان ، ولكن يعلم كيف  يسيطر عليه . فالجسد هو مجرد كسوة للإنسان و تعلم ابائنا القديسن كيف يديرون جسدهم بصورة صحيحة وكيف يعتمدون على الروح القدس وأرواحهم هي من تقود أجسادهم .

مفهوم الجسد سوما :

( الخيمة أو القشرة الخارجية ) ” لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ الإلهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ.(2كو5 :1).

(الكسوة الخارجية ) ” كَسَوْتَنِي جِلْداً وَلَحْماً فَنَسَجْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ.(اي 10: 11).

ما هو دوري لجسدي ؟ هل من المفروض أن أذله أم أقوته ؟ . لم يتركنا الكتاب نحتار في دورنا ناحية جسدنا وكأنه عدو لنا كما ظن البعض وأتهم بولس في عداوته لجسده وسنوضحه فيما بعد ، ولكن من الضروري أن أهتم بجسدي في صحة جيدة  ؟ ”  فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ (ساركس )  قَطُّ بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضاً لِلْكَنِيسَةِلأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ.(اف5: 29). وهنا يوضح بولس أن ليس لي عداء مع جسدي (لحمي) بل لابد أن أقوته وأطعمة ، وفي موضع أخر يقول إنه لابد أن أهتم بصحته رياضياً انَّ الرِّيَاضَةَ الْجَسَدِيَّةَ نَافِعَةٌ لِقَلِيلٍ “ . هناك من خلط بين السيطرة على الجسد وشهواته و عداء الجسد ، فأصبح أن الجسد هو عدو قوي للإنسان ، وظن البعض أن كلما أهمل جسده كلما كان روحياً أكثر ، فعلم البعض أن الرياضة الجسدية تجعل الإنسان عنيفأ ومتاح لأرواح العنف الشيطانية ، وظن البعض أن بهذا يكون بيتيح الفرصة للشهوات الجنسية ، والبعض أهمل جسده حتى مرض ظاناُ أن هذا يرضي الرب .

ما فكر الإله نحو الجسد ؟ ظن البعض أن الرب يهتم بالروح فقط ولا يهمه جسده الإنسان ، ولكن الإله يهوه عندما خلق الإنسان في سفر التكوين ” فَخَلَقَ الألهُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ الإلهِ خَلَقَهُ. ذَكَرا وَانْثَى خَلَقَهُمْ. …….. وَرَاى الإلهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَاذَا هُوَ حَسَنٌ جِدّا” ظن البعض أن الرب في هذه الإية خلق أدم وحواء فقط روحاً ، ولكن كيف يخلق أرواحهم ذكراً وأنثى ؟ . ولكن خلق الإله أدم وحواء جسدياُ أيضاُ ورأى هذا إنه حسن ، فلم يكن الرب له عداء مع الجسد الذي خلقه ، ولكن بعد سقوط أدم وحواء دخل المرض والموت الإنسان ” مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.(رو5: 12). وهذه ليست مشيئة الرب ولكن لا نريد أن نتظرق الى موضوع اخر عن هذا الكتاب ، ولكن حينما دخل الموت والمرض الإنسان علم مؤمني العهد القديم أن الرب هو الشافي ” الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ.(مز103) . وعملها كثيراً الرب مع شعوب العهد القديم بأيات وعجائب ، ثم شفى الرب يسوع جميع المؤمنين للعهد الجديد في الصليب كما وضحنا في الفصل السابق ، ثم أختار الأجساد لتكون مسكن للروح القدس ” امْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ σωμα  سوما هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ الإلهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟(1كو6: 19).

ساركس :

المقصود بساركس هو اللحم والكيان المادي وكثيراً من الأيات يقصد بها بساركس الحواس أو الجسد الفاني ، ويستخدم هذه الكلمة لعدم أولوية الإنسان الروح للكيان الغير روحي . وكلمة  σάρξ ساركس تستخدم بمعنى جسم وحياناً تستخدم للحيوان أو السمك ..الخ وتساوي كلمة “بسر ” في العبرية [1]. الإله خلق فينا الحواس لنتعامل مع الأشياء المادية وليس لنسلك بها في تفكيرنا وايمانا ، فسقط أدم حينما سلك بالحواس الخمسة وأنفتحت أعينهما (تك 3: 6). ولكن أعد الرب المؤمنين الروحيين ليكونوا ليسوا بشراً عاديين بل خارقين لأمور العيان ” انَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَالٍ فِي الْمَسِيحِ  سَقَيْتُكُمْ لَبَناً لاَ طَعَاماً لأَنَّكُمْ لَمْ تَكُونُوا بَعْدُ تَسْتَطِيعُونَ بَلِ الآنَ أَيْضاً لاَ تَسْتَطِيعُونَ لأَنَّكُمْ بَعْدُ جَسَدِيُّونَ. فَإِنَّهُ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟(1كو3: 1-3). حينما تسيطر على جسدك تعلم أنك لست مثل باقي البشر ولكنك إنسان روحي كما وضحنا سابقاً ، والبعض يظن أن الإيمان مع العلم بالتوازي ، ولكن الإيمان يعلو العلم بمراحل . العلم له نظريات على مر سنين ربما تتناقض ولكن الإيمان لا يتناقض مع نفسه ، ويحثنا الكتاب أن رغم أن الحواس الخمسة هي الوسيلة للتعامل مع عالم العيان ، ولكن لابد أن يكون الإيمان هو الطريقة الأساسية  ، وهذا ما فعله اليشع ” وَإِذْ كَانَ وَاحِدٌ يَقْطَعُ خَشَبَةً وَقَعَ الْحَدِيدُ فِي الْمَاءِ. فَصَرَخَ: [آهِ يَا سَيِّدِي لأَنَّهُ عَارِيَةٌ(سلف) !] فَقَالَ رَجُلُ الإلَّهِ: [أَيْنَ سَقَطَ؟] فَأَرَاهُ الْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُوداً وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُفَقَالَ: [ارْفَعْهُ لِنَفْسِكَ]. فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهُ.(2مل6: 4-7).

القاعدة العلمية تقول أن الحديد يغطس والخشب يطفو وهذا ما حدث بالفعل ، ولكن الإيمان الذي يعلو مستوى العلم والحواس عكس القاعدة العلمية تماماً .

وايليا يوضح الكتاب كيف كان الرب يتعامل معه بطريقة فوق مستوى الحواس  وَكَانَتِ الْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحاً وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ النَّهْرِ.(1مل17 :6)”. من المعروف أن الغربان تأكل اللحم ، ولكن شكراً للرب الذي يستخدم أكلي اللحم ليكونوا هما الدليفري الذي يأتي لك الطعام من خلاله ، فإيمان ايليا فاق مستوى الحواس الخمسة  .

أعمال الجسد : .

وهي الأساس التي أختلط فيه الناس والذي حذر عنه الرب كثيراً وبولس ايضاً ، وتفهمه من سياق الأيات وليس كل مرة من المعاني . الكتاب يستخدم كلمة ساركس ليوضح أن الحواس والسلوك بها هي نفسها أعمال الجسد  وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِي هِيَ زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ  عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ  حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هَذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضاً: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ الإله (هنا على الأرض )ِ.(غل5: 19-21)”. لقد وضحنا سابقأ أن الإنسان العتيق مائت وغير موجود ، وأن الأفكار والجسد هما من يقوده الإنسان للخطايا ، وهنا نوضح السلوك بالجسد أي الحواس ، وهناك صراع قوي للجسد ضد الروح (روح الإنسان ) . وضح معلمنا بولس الرسول الصراع الذي كان فيه بين جسده وروحه قبل الولادة الجديدة ، وقبل أن يعرف الروح القدس المعلم والمدعم فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّفَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي(ساركس) شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ.(لم أقدر أن أفعل )لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُفَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ.(رو7: 17-20). بعض مفسرين الكتاب المقدس شرحوا هذه الجزئية على إن الإنسان العتيق مازال موجود وأن الصراع مستمر بين القديم والجديد ولقد نفينا ذلك من قبل ، ولكن صراع الجسد هذا كان مع معلمنا بولس قبل الولادة الجديدة بسبب السلوك بالحواس ، ولكن بعدما عرف بولس الرب يسوع علم أن من الضروري أن يسلك بالروح إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِالرُّوحِ فَلْنَسْلُكْ أَيْضاً بِحَسَبِ الرُّوحِ.(غل5 :25)”.

ولكي تضبط جسدك لا تجهل بأنه شئ مؤلم وليس من السهل ، لإنه يتفق مع العالم ضد أن لم تكن روحك منشطة (بصلواتك والكلمة ) ، ولقد شبها الكتاب بأنها صلب أي مؤلمة جداً مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ  (السلوك بالحواس) فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ الإلهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.(غل2: 20)”. أدرك بولس فيما بعد أن هناك صلب للجسد فأصبح الجسد غير مسيطر كما كان في رومية 7 ، ولكن أصبح يعيش بالإيمان (ليس بالحواس الخمسة ) . ” وَلَكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ.(غل5: 24)” . لم نكن نعيش بشهوات الجسد لأن الجسد أصبح مصلوب ومسيطر عليه .


[1] دائرة المعارف الكتابية ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×